بداية دعونا نتفق أننا لا ننتظر أى خير أو صالح أو فائدة تأتى من أمريكا فتاريخها الملوث الظالم تجاه العرب والمسلمين و فى كل أنحاء العالم هو أكبر شاهد على ذلك.
وسواء ترامب الذى أصبح رئيسا لامريكا للمرة الثانية أو هاريس المهزومة أو من سبقهم أو من سيأتى بعدهم، كل هدفهم ضمان مصالح أمريكا الإقتصادية وضمان أمن إسرائيل بنتها المدللة والشوكة التي تضمن لها إستمرار سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط، مع ضمان تفوق الكيان الصهيوني عسكريا وإقتصاديا وتكنولوجيا على كل دول المنطقة.
ولكن بحسبه بسيطة فإننا لا بد أن نعلم ان هناك ضرراً أقل و ضرراً أكبر، وهناك شخص سيئ وهناك آخر هو الأسوأ، ولا شك أن الرئيس الأمريكي الفائز في انتخابات ٢٠٢٤ والذى سيبقى حتى عام ٢٠٢٨ حاكما للعالم متحكما فى مصير ووضع الكثير من دول العالم سيكون هو الأسوأ على الإطلاق وستشهد منطقة الشرق الأوسط أربع سنوات عجاف من رئيس أهوج غير متزن لا تحكمه أى أخلاقيات أو إنسانيات، يعتمد على قوة وغطرسة أمريكا في فرض ما يحلو له دون أى إعتبارات لتأثير نتائج قراراته الكارثية.
ترامب الصديق الصدوق للمجرم القاتل النازى نتنياهو الذى أقر سابقاً فى ولايته الأولى أن القدس كاملة هى عاصمة الكيان الصهيوني المحتل وقام بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هل ننتظر منه إيقاف الحرب فى غزة وإخراج الإحتلال من غزة أو الإقرار بدولة فلسطينية مستقلة وهو من قال بعد طوفان الأقصى و«مرمطة» شرف إسرائيل في الوحل أنه كان يجب سحق حماس وانتقد القيادة الإسرائيلية لعدم تعاملها بالصرامة الكافية مع حماس و قياداتها.
وقال مؤخرا: كيف يكون حجم دولة إسرائيل صغير هكذا، في إشارة منه إلى إستمرار الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومنها أجزاء من الضفة الغربية وبناء المستوطنات عليها.
ترامب أيضا سيضغط على العديد من الدول العربية للتطبيع الكامل مع إسرائيل دون شرط أو نقاش، كما يرى أيضا أنه يجب أن يكون له نصيب كبير فى ثروات وبترول دول الخليج بإعتبار أمريكا هى من تحميهم وتحمى عروش ملوكهم، وقد قالها صراحة في ولايته الماضية، وبالفعل حصل على أموال طائله في شكل صفقات أسلحه وغيرها.
وهو يستعد في فترته الجديدة لفتح الخزائن الأمريكية لتلقي الأموال من دول الخليج لتعويض أمريكا عما أنفقته على إسرائيل في حربها ضد لبنان وغزة وإيران.
المشكلة الأكبر أنه سيجد التربة الخصبة الممهدة أمامه ليتخذ من القرارات ما يشاء بعد فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس الشيوخ و أغلبية مجلس النواب ولن يجد من يوقفه عندما يحيد عن الطريق.
ترامب يتعامل مع كافة القضايا كتاجر من منطلق المكاسب والخسائر وفقط، وهى سياسة لا يمكن أن تستقيم أو تتوافق معها أى مبادئ أو قيم، وبالتالى فلننتظر من شخص بهذا الفكر وهذا السلوك تصرفات وقرارات جنونيه وساعتها سيعلم المتفائلون بقدومه أنهم أخطأوا التقدير وأن تفاؤلهم كان سرابا كبيرا .